تعتبر زيارة مدينة اسطنبول فرصة مثالية لاستكشاف مكامن جمال أثار الحضارات التي تعاقبت عليها،فهي العاصمة السابقة للإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية والعثمانية ،وكذلك تميزها بطبيعة خلابة ومناخ معتدل ،و موقعها بين قارتي آسيا وأوروبا ،و على مضيق البوسفور الذي يربط بحر مرمرة بالبحر الأسود ،كل هذا ساهم في جعلها من أشهر المدن السياحية ،حيث تسهم بأكبر نصيب من الدخل السياحي لتركيا .
كانت اسطنبول تعرف من قبل بالقسطنطينية في العهد البيزنطي، وتمزج المدينة بين روعة الفن المعماري لحضارتي الإسلام والمسيحية، فقد كانت معقل الخلافة الإسلامية في عهد الدولة العثمانية ،وقد حافظت على كونها مقرا لبطريركية الروم الأورثوذوكس، كما يوجد بها جالية من اليهود ومعابد خاصة بهم،مما جعلها رمزا لتعايش الأديان والحضارات.
تمتزج في المدينة حضارات وثقافات تعود إلى آلاف السنين ، لإمبراطوريات، فتركت فيها نماذج بديعة من الأبنية الدينية، والأسواق الشعبية، والقصور الفاخرة الجميلة و عدة معالم تاريخية تستحق الزيارة و منها
مسجد السلطان أحمد ) المسجد الازرق )
من أعظم المساجد التي بناها العثمانيون في إسطنبول، بالضبط في ميدان السلطان احمد، يسمى كذلك بالمسجد الأزرق ،بسبب البلاط الأزرق الذي زين به،يتميز بتصميمه الدقيق و الفاخر ،فهو يحتوي في داخله على20000 عامود من السيراميك المصنوعة باليد،كما أن المحراب مصنوع من الرخام المنحوتة بشكل مميز، و الجدران المتاخمة للمحراب مغلفة بالسيراميك.
مسجد فتحيّة
كان في البداية عبارة عن كنيسة بيزنطية، اسمها كنيسة ثيوطوكس پاماكريستوس. وبعد دخول الإسلام إلى القسطنطينية، قام السلطان مراد الثالث بتحويلها إلى مسجد ،وأطلق عليها اسم "مسجد فتحيّة"، وفي سنة 1949 تم تحويل المصلى المسيحي الأساسي إلى متحف وبقي المبنى الرئيسي مسجدًا،بعد أن قام المعماريون العثمانيون بإزالة بعض الجدران الداخلية لإفساح المجال للمصلين وعدم إزعاجهم.
أيا صوفيا
شيدت أيا صوفيا ككنيسة في عهد الإمبراطور البيزنطي جستينيان في القرن الخامس الميلادي، وتم تحويلها إلى مسجد في القرن الخامس عشر وبالتحديد في 29 مايو عام 1453 عندما فتحت القسطنطينية في عهد السلطان محمد الثاني ،و بعد ذلك تم تحويلها إلى متحف ،ومازالت وجهة سياحية مهمة في مدينة إسطنبول، فهي من أروع التحف المعمارية ،و قبته الكبيرة التي يبلغ قطرها 30 مترا مازلت تحافظ على مرتبتها الأولى في قائمة أكبر القبب في العالم،و قد استعملت في زخرفة أيا صوفيا المعادن الثمينة و الفسيفساء و الرخام الفاخر الذي يعود لآثار الفن البيزنطي.
قصر الباب العالي
يعتبر من أفضل الأمثلة على التنوع الثقافي في الدولة العثمانية، بني عام 1459 بأمر من السلطان محمد الفاتح بعد غزو القسطنطينية ، وكان مقرا رئيسيا للسلاطين العثمانيين طيلة ما يُقارب 400 سنة،و يجذب هذا القصر اليوم أعدادًا كبيرة من السياح، لما فيه من الآثار المقدسة الإسلامية، مثل عبائة النبي محمد وسيفه، يُصنف القصر على أنه من ضمن المعالم المنتمية للمناطق التاريخية في إسطنبول، وقد أصبح موقعًا للتراث العالمي في سنة 1985.
قصر سيد الأسياد
بُني بأمر من السلطان عبد العزيز الأول، ليكون مقرًا صيفيًا له وللسلاطين الذين يلوه، ومركزًا ترفيهيًا للمسؤولين العثمانيين والأجانب القادمين إلى تلك الأنحاء من البلاد. شُرع ببناء هذا القصر سنة 1861 واكتمل في عام 1865 ،و هو يقع على الجانب الآسيوي من مضيق البوسفور
قصر يلدز
كان مقرًا للسلطان "عبد الحميد الثاني" وحاشيته، بُني عام 1880، وهو عبارة عن مجمع من البيوت الصغيرة ودور متعددة ،كان السلاطين العثمانيين يلجأون إليها للابتعاد عن مشاكل الحكم وهمومه وللاستراحة من متاعب العمل بين الحين والأخر.
متحف تشورا
كان في البداية من أجمل الكنائس البيزنطية ،و في القرن السادس عشر تحول إلى مسجد بناءً على أمر الصدر الأعظم "علي باشا"، ثم أصبح متحفًا في سنة 1948 .
برج غلطة
برج حجري يعود للقرون الوسطى، موجود في ناحية غلطة من إسطنبول،كان أطول مباني المدينة عندما تم تشييده، فقد وصل ارتفاعه إلى ارتفاع مبنى بتسع طبقات ، حيث يبلغ ارتفاع البرج 66.90 مترًا كاملةً، و 62.59 مترًا دون احتساب طول العمود المزخرف على سطحه، الذي يصل في طوله إلى 51.65 مترًا.
قلعة روملي حصار
تقع هذه القلعة على تلة في الجانب الأوروبي من البوسفور، وقد أمر ببنائها السلطان "محمد الفاتح" في الفترة الممتدة بين سنتيّ 1451 و1452، لمحاصرة القسطنطينية تمهيدًا لفتحها.
مسلة تحتموس الثالث
مسلة تحتموس الثالث هي مسلة الفرعون تحتمس الثالث في مصر، وأمر الإمبراطور "ثيودوسيوس الأول" (378-392) بنقلها إلى القسطنطينيةوهي موجودة اليوم في إسطنبول في ميدان السلطان أحمد .
جسر البوسفور
حصل هذا الجسر على المركز الرابع بين أطول الجسور المعلقة في العالم عند اكتماله في سنة 1973، وكان أطول الجسور خارج الولايات المتحدة. أما اليوم فهو يقبع في المركز السادس عشر بين تلك الجسور .و هو أحد الجسرين الذين يصلان أوروبا بآسيا. يبلغ طوله 1,510 أمتار (4,954 قدمًا)، ويصل عرض سطحه إلى 39 مترًا (128 قدمًا). تصل المسافة بين برجيه إلى 1,074 مترًا (3,524 قدمًا) ويبلغ ارتفاعهما 105 أمتار (344 قدمًا)، أما المسافة بين البحر والجسر فتصل إلى 64 مترًا (210 أقدام).
قناة الصقر الرمادي
هذه القناة كانت مصدر تأمين المياه الأساسي للقسطنطينية في القرون الوسطى، وقد رُممت عدد من المرات على يد الكثير من السلاطين العثمانيين بعد أن لحقت بها أضرار متعددة جراء التآكل عبر الزمن. يبلغ طول القسم الباقي منها 921 مترًا، أي أقل بحوالي 50 مترًا من طولها الأساسي.
و المناطق الأخرى التي تميز اسطنبول هي أسواقها الشعبية التقليدية ،فنادقها الفخمة المتعددة ، التي توفر لك كل وسائل الراحة و الترفيه، مثل ريتز كارلتون اسطنبول ، فور سيزنز اسطنبول ، راديسون ساس البوسفور ، كونراد اسطنبول.