محكمة الحياة........بقلمي

محكمة الحياة


اليوم ليس كباقي الأيام ..فأنا اليوم في المحكمة ...المدعون كثر .القاضي والمحامون والحضور أما انا ..موجود بقفص الاتهام فقد أصبحت مجرما ..بل جانيا في حق الجميع ..لا أجد اليوم أصدقائي ولا أحبابي ...بل أجد اقرب الناس لقلبي هم المدعون ....المدعي الأول يتهمني بالكذب أما الثاني يضيف للكذب ..النفاق والخيانة اما ثالثهم يدعي اني شخص سيء وهذا الثالث كان أقربهم الى قلبي .....اما المدعون الآخرون لم أسمع اتهاماتهم فقد كنت حينها مشغولا بالبكاء ..أما القاضي ..لديه أذن يسمع بها للمدعين وأذن صماء للمتهم ..فلم يصله كلامي...أجد قاعة المحكمة مظلمة فالجميع هنا ضدي ...القاضي...المدعون...الحاضرون ومنهم أصدقائي.....حتى المحامي الذي سيدافع عني وجدته ضدي ....فما عساي أفعل غير الاستسلام ...اعترفت بكل ما أنسب لي......قلت أنني كاذب...منافق...وخائن...وأستحق الموت ....فرد أحد المدعين أنني بالفعل أستحق الموت وأنه لا يريد رؤيتي بعد الآن ......
اكتفيت حينها بالصمت ..فلو تكلمت ساعتها لجرح أحدهم .......أصدر القاضي حكمه ......"قال انه سيحكم علي بالمؤبد في سجن الحزن و الغم والظلم "....لم أرضى بحكمه هذا ....فقلت له "سيدي القاضي ..أنا كاذب ومنافق وخائن.....لا أستحق العيش...أحكم علي بالاعدام ...فهو أرحم لي من أن أعيش بعيدا عن أناس أحبهم"
فشلت كعادتي في اقناعه....فأجابني ...."المدعون أرادو أن ينظروا اليك و أنت تتعذب اذن حكمك هو المؤبد" .فقلت في نفسي ..يا رب خدني اليك حيث الراحة والاطمئنان ..فلم أجد دلائل أو حجج لأبين برائتي مما أنسب لي ....فاذا جاءت الموت فهيت لك ..تمنيت لهم الحياة فتمنو لي الموت فيا مرحبا بما تمنوا يا رب.
وبينما ينقلونني الى سجني الدائم... الابتسامة في وجه أعز الناس على قلبي ....فضحكة بقوة والدموع في عيني شتاء غزيره .....عرفت حينها أنني لم أعني لهم شيئا من قبل ......فلطفك يا رب بالموت..........


بقلمي"الطائر الحزين"